الأشخاص السعداء ليسوا أناس ينتقلون من نجاح لآخر، بقدر ما ان التعساء لا يتحولون عن خسارة أو
فشل لآخر. الحقيقة هى ان كلا الشخصين يواجه فى حياته مواقف سعيدة/مفرحة ومواقف
محزنة/أليمة، لكن بينهما فارق جوهرى. فالشخص التعيس منهم يركز كل تفكيره وحاضره لتذكر
لحظاته المؤلمة والتحسر عليها، بينما الشخص السعيد يختار ان يدع الحياة تمض مركزا ومستعيدا
لحظاته الحلوة ومتطلعا الى تجارب جديدة تثرى حياته. الأمر بأكمله يعتمد على منظورك الخاص للرؤية..
كما تتراص إطارات السيارة الأربع فى نفس الإتجاه، فلابد ان تتناغم أهدافك فى الحياة بالمثل. فأن تريد
ان تكون رب الأسرة المثالى قد يتعارض مع كونك تريد الثراء الفاحش، فالثراء العميم سيمنعك بكل تأكيد
من لعب دور “الزوج المثالى” لأنك تنفق وقتك كله فعليا فى العمل. كذلك فالعمل الأكاديمى لنيل
الدكتوراة سيتعارض مع رغبتك فى السفر حول العالم، أو المشاركة فى فعاليات الحرب والسلام. حدد أهدافك ووازن بينها لتحقيق أكبر إستفادة..
أغلب الأشخاص التعساء على وجه الأرض هم أناس، يضعون لأنفسهم أهدافا خيالية وغير واقعية بالمرة
مما يولد لديهم الأحباط والغضب، لعدم تحقق هذه الأحلام. فلا تضع فى عقلك صور من قبيل أغنى
رجل فى العالم، أو العائلة النموذجية، أو مدرسة كلهم ناجحون، فعدم تحقق هذا سيتركك فريسة
للقلق. الأوفق والأجدى والأكثر ملائمة هو ان تقبل حقيقة الوضع الحال كما هو، وتعمل جاهدا لتحسين الأمور فلو لم تبلغ منتهاك فقد حاولت..
اذا كنت على قدر يسير من الفهم والذكاء، فلابد من انك لاحظت آلية التغيير المستمر والمتواصل التى
تحكم عالمنا. الآلية التى تدعم تطورنا كعرق إنسانى على هذه الأرض، فدوام الحال من المحال كما يقال.
فأجعل من نفسك شخص منفتح على كل جديد، فى الفكر والعمل والحياة، لا تكن ممن يعادون
الجديد لأنه جديد، لا تمش مع القطيع الذى يعادى كل ما يجهل. واصل التعلم والتعامل والتكيف مع العالم وواكب تطوره، حتى لا تدهسك الحياة..
للمرة المليون نحث على التفكير قدر المستطاع بإيجابية، حتى لا يظهر لك “العفريت” الذى تخشاه. اذا
كنت فى سبيل التقدم لعمل أو وظيفة ففرصتك الإحتمالية هى 50% – 50% ان يقبلوك أو يرفضوك، آى
ان الإحتمالات متساوية ففكر دوما على أنهم سيقبلوك. التفكير بهذا الشكل ربما لن يفيدك، لكن التفكير
فى النتائج والأسباب السلبية سيضرك بكل تأكيد وهذه نصيحة شخص مجرب..
هل تذكر شعورك وأنت جالس فى المدرجات، وسط مشجعى فريقك، هل تذكر هذا الشعور الجارف
بالبهجة والإنتصار؟. جميعنا نحب ان نكون جزء من شئ أكبر، نادى رياضى، مؤسسة، جامعة، بل ان
البعض يتباهى بأسم المقهى الذى أعتاد الجلوس عليه!. فحاول دوما ان تنضم لكيان أكبر فى ذات
مجالات إهتمامك، فستتعرف مؤكدا بأشخاص يشبهونك فى التفكير الى حد بعيد، وستقض بينهم أوقاتا
ممتعه وسعيدة بلا شك، وسترتفع معنوياتك الى القمة..
فى استبيان وبحث ميدانى ثبت ان وجود الموارد المالية والممتلكات الخاصة فى حياة الإنسان، أقل فى
الأهمية 9 مرات من وفرة الموارد الإنسانية كالأسرة والأصدقاء. فموديل سيارتك الحالى، وحجم المنزل
الذى تعيش فيه ومقدار أموالك فى البنك لن يجلبا لك السعادة كما تتخيل، اذا ما كنت خاوي الوفاض
من العلاقات الحميمية الإنسانية. طالما أخبرتنا الأفلام والمسلسلات الرديئة بان المال لا يجلب السعادة المنشودة، أتضح ان هذا -للأسف- حقيقة.
يبدو ان تمارين الرياضة البدنية لا تساعد فى مرونة وتقوية عضلات الجسم فقط، ولكن الروح كذلك.
فالرياضة لها أثر فعال فى زيادة ثقة المرء بنفسه وبقدراته، وبالتالى حصوله على مزيد من الإستقرار
النفسى والسعادة المحتملة. كما ان ممارسة الرياضة بإنتظام تغير من نمط حياتك فعلا،
نتيجة للعديد من الدراسات والأبحاث فقد تبين ان 70% من عناصر السعادة تكمن فى التالى، الدفء
الأسرى وتعاطف الأصدقاء، والعلاقات الطيبة مع زملاء العمل والجيران. وكلها كما ترى عناصر لا دخل
للمادة فيها، وكلها تستطيع ان تنالها بقليل من الإهتمام والسؤال ..
لم تنته أسرار السعادة بعد، فهذا نزر يسير منها ربما نكمله فيما بعد. أنا أريدكم ان تشاركونا رأيكم فى
هذه الأسرار واذا ما كنتم تنبهتوا لها من قبل أم لا؟ وماذا بجعبتكم أنتم للحصول على السعادة فى
الحياة؟..